ما أن خلا منصب وزير النقل بإقالة هشام عرفات على خلفية الكارثة البشعة التى وقعت بمحطة مصر و راح ضحيتها عشرات القتلى و المصابين حتى بدأت التكنهات الصحفية و الإعلامية باسم الوزير القادم حيث تم على سبيل المثال طرح اسم اللواء كامل الوزيرى و هو شخصية معروفة بوصفه رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة لكن سرعان ما تناقلت وسائل الإعلام أسم غريب وهو الدكتور وجيه واسبغوا عليه انجازات و معجزات ليتضح لاحقاً أن الاسم طرحه على تويتر شاب مستخدم وهو لوالده المتوفى من 11 سنه .. الغريب أن الأمر لم يقتصر على قنوات وصحف مصرية نسبت الخبر لمصادر وهمية ومجهولة ايضاً فى مجلس الوزراء المصرى لكنه امتد لقنوات أجنبية مثل روسيا اليوم بالعربية و غيرها من القنوات ..و عندما انكشفت الفضيحة لم يعتذر أحد من هؤلاء الصحفيين أو الإعلاميين بل سرع بعضهم لحذف الخبر متناسين أن الحذف من مواقعهم لن يستر الفضيحة حيث أن هناك وسائل متعدده للأرشفه لا تقتصر على الرابط بل تتضمن المتن منسوباً للموقع أو القناة
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأحد، 3 مارس 2019
الخميس، 21 فبراير 2019
الأحد، 10 فبراير 2019
شعبان خليفة يكتب : الصحافة الورقية .. الأزمة والمَخرج
خرجت الصحافة اللبنانية من الحرب الأهلية مزهوة ، كونها المؤسسة الوحيدة التى لم تنهار بفعل هذه الحرب .. بل حافظت على قوتها و استمرارها بفضل جهود محرريها، و شجاعتهم حيث اثروا المغامرة.. ، و التضحية بأنفسهم لتبقى الصحافة اللبنانية الورقية قوية ..
فى التسعينات تلآشى هذا الزهو اللبنانى ، وواجهت الصحافة اللبنانية أزمة تهددها فى أصل وجودها بحسب تعبير الصحفى اللبنانى المعروف سمير قصير الذى كتب ما يمكن وصفه بدراسة قصيرة عن الصحافة الورقية يشخص فيها الأزمة و الحل من وجهة نظرة، و للمفارقة أن التشخيص ، و الحل مازال يناسب حالة الصحافة الورقية فى معظم البلدان العربية بما فيها مصر ..... ورقة سمير قصير حملت عنوان " تعليم الشفرة و تناسى السياسى " حيث باتت كتابات الصحفيين خلال هذه الفترة غير مباشرة " مشفرة " و ابتعدت عما كل هو سياسى لصالح الفن ، والرياضة ، والموضة ، لكثرة القيود الرقابية التى تواجهها .
فى تشخيصه للأزمة يشير سمير قصير لتراجع توزيع الصحف بنسبة تفوق الـ 60 % و يسجل أن الأمر لا يعود للوضع الاقتصادى فقط .. ، حيث أن الانصراف عن الصحافة الورقية لا يقتصرعلى الفئات الفقيرة ، بل أن الأفراد الذين ينتمون لأوساط اقتصادية متميزة عادوا يفاخرون بأنهم لا يقرأون الصحف خاصة السياسة حيث تراجع الحماس الجماهيرى تجاه السياسة والأحداث السياسية على نحو كبير .
فى رأى قصير أن هذا التراجع له أسبابه المتعددة منها المنافسة التى تواجهها الصحافة الورقية مع الوسائل السمعية والبصرية – لم يكن الإعلام الالكترونى ظهر – فـ " لبنان " فى هذه الفترة ظهر بها 30 قناة تلفزيونية و لم يكن ينافس لبنان فى عدد القنوات أى بلد أخر سوى ايطاليا .
هذه القنوات و بالتحديد ثلاثة منها استولت على ثلاثة ارباع قيمة الإعلانات التى كانت تحصل عليها الصحف الورقية و نجحت بخلطة من الإثارة ، والدراما فى الحد من حماس القراء لشراء الصحف ..
الصحافة الورقية من جانبها فى محاولة لمجاراة الواقع بدأت تقلص مساحة السياسة لصالح شئون المرأة بمعناها الواسع و فشلت الصحافة فى تقديم أى تناول جاد لمشاكل الناس التى تفاقمت بعد انتهاء الحرب الأهلية و لم يجد الناس من يرشدهم عما يفعلونه لمواجهة آثار هذه الحرب عليهم وعلى مستقبلهم ، و تراجعت المهنية على نحو كبير
اتسعت دائرة المنع و حظر النشر الرسمية حتى وصلت لعمليات المافيا التى كان بعض الساسة يحصلون على نصيبهم من غنائمها و اختلف بحسب تعبير سمير قصير على نحو كبير الخلط بين مفهموم الأمن الشخصى و الأمن القومى فضلاً عن تنامى نفوذ رجال المال فى الهيمنة على توجهات معظم الصحفيين بل و توجيههم
فى هذه الأجواء صار أى تناول سياسى يتم بالشفرة ، و رغم أن هذا النوع من الكتابة موجود فى كل العالم إلا أنه اصبح فى لبنان معقد يصعب فكه إلا عبر قلة قليلة من الأشخاص هم غالبا الاطراف المقصودة بالنشر .
تأثر الصحفيون اللبنانيون بالأوضاع الاقتصادية والسياسية و ساد بينهم حالة من الاحباط .. باستثناء قلة حظيت برضا اصحاب الوسائل السمعية و البصرية ما احدث تفاوتاً كبيراً فى اوضاع الصحفيين ليس الكفاءة المهنية من اسبابه على الاطلاق
سمير قصير يشير أيضاً إلى أن هذا المناخ قاد الصحفيون للتخلى عن دراسة الأمور العامة أو حتى اعتبار الأنشغال بها شيئاً إيجابياً ، وهو تخلى يصفه سمير قصير بأنه تخلى عن وجود الصحفى اصلاً ، بل تخلى عن وجود المهنة و برأيه فأنه لمواجهة ومجابهة أزمة الصحافة الورقية لابد من أمرين الأول استعادة حرية الكتابة و الثانى العودة للقيم المهنية وهى عودة بحسب رأيه لا يمكن حدوثها إلى عبر تحفيز الصحفيين الشبان للإنتماء لهذه القيم ، و لكن المؤسف أن من يجب أن يقوموا بهذا التحفيز لا يرغبون فى القيام به ، و بالتالى ستظل القيم المهنية غائبة أو مؤجلة ما يعنى تفاقم أزمة الصحافة الورقية أو على الأقل استمرارها بحسب رائى .
الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)