كنا فى المرحلة الإعدادية واندهشت من مدرس العلوم يتكلم غاضباً عن مهنته : ( مهنه وسخة بنتعامل فيها مع كل الأشكال الجربنيين والمعقدين نفسياً وولاد الحرام والحرامية ....) كان ما يقوله صدمه لمن تربى مثلنا على أن المعلم كاد أن يكون رسولا وكنا حتى هذه اللحظة نخشى أن يضبطنا المعلم فى الشارع نلعب ..بل وكنا نضبط مشاعرنا على مراد المعلم وأذكر أن شقيقى ماتت ( كان أسمها نادية رحمها الله ) وكنت فى الصف الثانى الأبتدائى فبكيت فقال أبى رحمه الله الشيخ - ( محفظى فى الكتاب ) - يزعل منك لو بكيت فقاومت دموعى وتوقفت عن البكاء وظللت لفترة اعتقد أن مهنة التدريس هى المهنة التى تتعامل مع أطياف مختلفة من البشر فيها كل العبر ثم تبين لى أن هذه ليست حقيقة وأن كل المهن تقريباً تتعرض لنفس المشكل وربما بصورة اكثر تعقيداً كمثال ضابط الجيش الذى يتدرب على أنه يتعامل مع عدو ومن مرادفاته قتل أوجرح أو أسر ... وضابط الشرطة الذى يضطر للتعامل حتى مع الشواذ وليس القتلة واللصوص فحسب ولاحفاً أيضاً تبين لى أن المشكل لا يكمن فى هؤلاء الذين يتبدلون ويتغيرون لكن المشكل حين يكون أحد هؤلاء المرضى أو الشريرين من مدمنى الخيانة والكذب جارك ...أو زميلك فى العمل لابد أن للمسألة وجه أخر خاصة إذا لم تكن تعرف دين أبوه أيه على غرار القصيدة الجميلة والرائعة للشاعر جمال بخيت ولهذا حديث أخر
