بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 مايو 2016

التاريخ الأسود لكراهية الصحافة ..ملف تتوارثه الحكومات





كره رئيس وزراء مصر الأسبق عبدالفتاح يحيي باشا الصحافة إلي حد غير معقول فرغم أنه كان يعاني من الزهايمر في مراحله الأولي و كان يستعين بابن أخيه الشاب علي أمين يحيي ويخفيه وراء ستار ليدون له ما يجري بينه وبين المندوب السامي البريطاني حتي يبلغ ما جري للملك عبر هذه الأوراق لأنه كان ينسي ما يدور في اللقاء بعد مرور الوقت حيث كان الزهايمر يجعله ما إن يأتي الليل حتي ينسي ما جري في النهار وما إن يأتي النهار حتي ينسي ماجري بالليل.
إلا أن هذا الرئيس للوزراء المصاب بالزهايمر لم ينجح الزهايمر في أن ينسيه رغبته في الانتقام من الصحافة إذ أن له مقولة شهيرة يقول فيها «أنا لا أستطيع العمل إلا إذا أوقفت الصحافة عند حدها وتعلمت الأدب .. إن الصحفيين هم أقذر ناس في البلاد».
وعندما شرع ليسن قانونا لتأديب الصحافة والصحفيين واعترض علي القانون حسن صبري باشا وزير المالية وعبدالعظيم راشد وزير الاشغال قال جناب رئيس الوزراء «إن الدفاع عن المجرمين- يقصد الصحفيين- جريمة».
وهو ما دفع أحد وزرائه المتحمسين لقانونه وهو صليب سامي بك إلي أن يصرح للصحافة الأجنبية بالقول.. إنكم لاتعرفون مدي الضرر الذي تحدثه الصحافة العربية إنها أشد فتكا من المخدرات ويجب علي الحكومة مكافحتها كما تكافح المخدرات.
وكما يقال شر البلية ما يضحك فقد نشرت مجلة آخر ساعة في ذلك الوقت زجلا تحت عنوان مشروع قانون الصحافة يكفي أن نشير للمادة الأولي والثانية من هذا المشروع الزجلي.
مادة «1»
كل من خش لوزير من غير ما يسجد *** زي ما يسجد لوجه الله تعالي

يحكموا بإعدامه هو وأهل بيته *** حكم مشمول بالنفاذ دون كفالة.
مادة «2»
كل من كوعه خبط خدام وزير *** دي حسب نص القانون قلة رباية
واللي ما يحبش كلاب صاحب المعالي *** تعتبرها المادة 16 جناية.



إن كراهية الصحافة على وجه خاص ملف تتوارثه الحكومات جيلاً بعد جيل ..ومن عجب ترحل كل الحكومات بل وتموت وتبقى الصحافة تؤدى دورها ..والسبب أن الكراهية غالباً ما تقتل اصحابها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق