بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 1 يونيو 2016

ننفرد بنشر المقال الممنوع منذ عشرين عاماً لرئيس تحرير " فيتو "



يدخل الصديق الاستاذ عصام كامل رئيس تحرير " فيتو " ومن قبل رئيس تحرير " الأحرار" عامه الثانى بعد الخمسين وهديتى له بهذه المناسبة هذا المقال الممنوع من النشر حيث جرى منذ اكثر من عشرين عاماً رفعه من جريدة " الأحرار " اليومية فى عددها الاسبوعى الذى كان يصدر يوم الأثنين قبل الطبع مباشرة .. جدير بالتذكير أنه كان يتولى الصديق عصام كامل  ومعه الصديق اسامه الكرم منصب مديرا التحرير و هذا المقال كان له تداعيات عديده من بينها إلغاء العدد الأسبوعى لاحقاً  واعتباره عدد عادى ضمن اعداد الجريدة وهو ما افقد الجريدة واحدة من مزاياها كما قاد لخلاف وربما صدام بين رئيس التحرير و مدير التحرير كاتب المقال واليكم نص المقال مع زنكوغراف اصلى للمقال عمره حوالى 21 عاما وليس الآن مجال سرد الملابسات التى سيأتى يوماً ومناسبة نرويها فيها والمقال ولا شك نص أدبى بديع وكاشف فإلى نص المقال .
                                                                                                                         

  • احلام 

  • بين الماضى والحاضر 

  • بقلم : عصام كامل 


تعلمت منه كيف أحس الخبر وكيف اصنعه .... تعلمت منه سرعة البديهة والخروج من المواقف ... علمنى كيف اكتب العنوان وكيف اتحسس التحقيق الصحفى وأنا اكتبه ... ارسى قواعد المغامرة الصحفية فى ذهنى وعلمنى أن الحياة هى الصراحة مع النفس فى كل ما أكتب والايمان بما هو فى داخلى ...علمنى السخرية من زيف الشعارات وأودع الثقة فى نفسى ... وعلمنى أن ما يدور داخل الحجرات المغلقة لا يجب أن يختلف مع ما يقراه الناس ... علمنى أن قارئاً واحداً يحترم صراحتى أهم من مليون يخدعون فى صراخاتى وشعاراتى لأن الحق هو الأبقى ... إنه الاستاذ وحيد غازى .
علمنى كثيراً حتى جاءت فكرة الصدور يومياً فكان أكثر شجاعة وصراحة و خيرنى بين العمل فى السبوعى واليومى فاخترت أن ابنى حلمى الكبير مع الأحرار اليومية 


.. وانطلقت الكرة فى التاسع عشر من أبريل وخضت مع الخائضين أمل العمر الكبير ..نلهث من أجل فقير ..نجرى من أجل مظلوم .. نجرى ونلهث لكن تحكمنا متناقضات فترة تشتت ذهن العاقل وتمزق فكرى الواعى فماذا فعلنا ؟! 
مازال الرقيب جاثماً فوق صدورنا .. ما زلنا نراقب اقلامنا حتى لا تكتب " لا " ما زلنا نردد نعم فى حضرة السلطان .. ما زلنا نتقاذف كرة ولا ندرى أين المرمى .. ما زال الصبية يبحثون عن حلم زاهى .. يطاردون زمناً باهت .. يتلاعبون بالألفاظ حتى لا يلمح الخوف كلمة حق تزلزل العرش وتحطم الصولجان .. والحيارى فى شوارع مصر وقراها وكفورها ونجوعها ما زالوا يتلمسون بعض العون ونحن نقدم لهم كلمات فى كلمات لا ترضى جياع مدينة ولا عقلاء أمة 
ما زلنا نحبو مع أول ضوء ..اصبنا عدوت وقتلنا الف صديق ..قذفنا عميلاً وهتكنا ألف عرض ..فضحنا لصاً جائعاً وسترنا أمراء المليارات .. حاولنا ولكن الهوة اعمق من كل محاولات وليد ..جرينا فى طريق أطول من كل الخطوات ..قرأنا كلمات لا تفهم وكتبنا احرف لا تقرأ ..كتبنا فى السطر وتحت السطر ... وفى بطن السطر و ظهره قلنا كل الهمسات ..
والهمس لا يصلح فى زمن الصخب  والصرخة يرفضها العقل .. كما أن الظلمة مأواها الليل والكذبة موطنها السوق ..فالكلمة فى صدر الصدق تسكن وفى قلب القلب تنمو ..تقتلها حنجرة التاجر وطلقها " آه " المؤمن لتحرك شعباً تنقصه لحظة ايمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق