بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 15 مارس 2011

نحن والنصارى




تلقيت الأسبوع الماضى صدمتين موجعتين أولهما رحيل أبى بالموت الذى يأتى فجأة وثانيهما هدم كنيسة  "صول"  بأطفيح الجريمة التى تحدث لأول مرة منذ دخول الإسلام لمصر ولربما منذ بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومابين المصيبين تداعى أمامى شريط طويل من الذكريات عن العلاقة بيننا وبين الأخوة النصارى فقد شاء الله أن تكون حياتنا فى قريتنا التى قضيت معظم طفولتى بها متداخلة على نحو عميق بالمسيحيين فقد كان جارنا صاحب المساحة الكبيرة من الأرض ومالك ماكينة الرى الوحيدة بالمنطقة هو المقدس إبراهيم حنا وقبيل وفاته قرر ولديه فايز وأنور الهجرة للقاهرة للعمل بالصناعة والتجارة بدلاً من الزراعة ولم يعارضهما وقد قرر بيع الأرض والماكينة وسعى كل اثرياء البلدة للفوز بهما كونهما يقعان فى أهم منطقة بالبلدة – قرية دكران بمركز أبوتيج بمحافظة اسيوط ورفض الرجل وأصر على البيع لنا ولم تكن العائلة وقتها تملك الثمن فباعهما لن بالتقسيط وحصل ورحل دون الحصول على الأقساط كاملة فقمنا بسدادها لولديه بعد رحيله وفى طفولتى كانت مريلة المدرسة تفصلها لنا السيدة الخياطة الممتازة أم نبيل زوجة بيباوى وكنا إذا عطشنا نطرق بيت زخارى لندخل بيته ونشرب من ماء " زيره " البارد ولم نشعر يوماً بضيقه أو زوجاته من هذا التصرف وفى كُتاب تحفيظ القرآن كنا نرى إلى جوارنا اقليدوس وفام وغيرهما يحفظون معنا القرآن وكنت أعرف الكثير فى الدين المسيحى وكان الأستاذ زغلول مهران وهو حى يرزق اطال الله عمره يستعين بى وأنا فى الصف الرابع الأبتدائى لحل امتحان الدين الخاص بالأخوة الأقباط  وفى  المرحلة الأعدادية كان التلاميذ الأقباط يتركون الفصل فى حصة الدين ولا أعرف حتى الآن إلى أين وفى الثانوية بدأ يتسرب لمساعمنا ما يدعى جبروت النصارى والأستقواء بأمريكا وأوربا  بل وبدأنا نسمع عن  ضرورة كراهيتهم وعدم معاملتهم وظلت الحكاية تتأرجح مابين هل النصارى " وحشين أم حلوين " حتى تعمقمت معرفتنا فىيما يتعلق بمصيرنا الواحد وزاد يقينى كما كثيرين غيرى من ابناء  جيلى بأن الفتنة الطائفية هى أخطر جريمة فى حق الوطن وأخطر ما يتهدده   وكتبت كتابى " أقباط مصر فى ثلاثة عهود "  والذى صدر عام 2000والذى كتب مقدمته اللواء الدكتور أحمد جلال عز الدين الرجل الذى حارب الاشتباه وقانون الطوارىء وكل محاولة للمساس بالوحدة الوطنية لدرجة أنه عندما نقل مكتبة من المهندسين إلى الجيزة بشارع ويصا واصف كان دائما يروى لى حكاية هذا الرجل محطم الأغلال وأنه سعيد لأن مكتبه فى شارع باسم هذا المصرى العظيم  وفى يو الخميس الماضى أشارت جريدة الأهرام  فى عددها الصادر فى العاشر من مارس 2011  فى تحقيق للصديق والزميل أحمد فرغلى إلى هذا الكتاب فاعادت لى شريط أخر من الذكريات العظيمة عن علاقتنا أقباط ومسلمين فى صيانة وحماية هذا الوطن والذى توجته ثورة 25 يناير ببعد جديد اتمنى أن لا تنجح الثورة المضادة فى تشويهه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق